الطب التقليدي الإيراني

الطب التقليدي الإيراني

 
 

الطب التقليدي الإيراني انتشر بين الناس منذ قرون بشكل يمكن لمسه في حياتهم اليومية داخل منازلهم، وفي عصرنا الحديث تطور علميا ويعمل في هذا المجال بشكل رسمي مجموعة من العيادات تحت اشراف وزارة الصحة الايرانية فيما تنتشر بعض العيادات والمراكز بعيداً عن هذه الرقابة و بشعبية اكتسبتها من اعتقاد الناس ورغبتهم بالحفاظ عليها.

 

للطب التقليدي مكانة عالية عند الناس في جميع أرجاء المعمورة خاصة في إيران. في هذا المقال نقدم لك كل ما تحتاجه للمعرفة عن هذا النوع من الطب خاصة تاريخه ومستواه في إيران. في الخطوة الأولى نقوم بتعريف الطب التقليدي ومن ثم ندرس هذا الطب و تاريخه و أهميته في إيران خصيصا.

 

ما هو الطب التقليدي؟

منظمة الصحة العالمية تُعرّف الطب التقليدي على: أن الطب التقليدي (الشعبي) هو مجموعة المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات والتي تُستخدم، سواء أمكن تفسيرها أو لا، للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين بها.

وعادة ما تكون مهارات الطب متعلقة بتاريخ المرض فيها. ويشمل الطب التقليدي (الشعبي) طائفة واسعة من المعالجات والممارسات التي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق. ويُشار إلى هذا الطب، في بعض البلدان، بمصطلح “الطب البديل” أو “الطب التكميلي”.

والطب التقليدي (الشعبي) معروف منذ آلاف السنين وأسهم ممارسة بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، ولاسيما مقدمو خدمات الرعاية الأوّلية على الصعيد المجتمعي. والجدير بالذكر أنّ هذا الطب احتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم. وتشهد كثير من البلدان المتقدمة والبلدان النامية زيادة في نسبة تعاطيه منذ التسعينات.

قد يعتمد الطب التقليدي حصريًا على التجارب أو الملاحظات السابقة التي تنتقل من جيل إلى جيل شفهيًا أو كتابيًا، كما أنه يشمل الممارسات العلاجية التي كانت موجودة لمئات السنين قبل تطوير الطب العلمي الحديث وما زالت مستخدمة حتى اليوم دون أي دليل موثق على الآثار الضارة.

 

وفي الطب التقليدي تُستخدم الأعشاب الأصلية جنبًا إلى جنب مع بعض الجوانب الروحانية المتجذرة بعمق في الوسط الاجتماعي الثقافي الذي يختلف من مجتمع إلى آخر.

من جانب آخر مصطلح الطب التكميلي أو البديل فيستخدم في بعض البلدان للإشارة إلى مجموعة واسعة من ممارسات الرعاية الصحية التي لا تعد جزءًا من تقاليد البلد الخاصة وليست مندمجة في نظام الرعاية الصحية المهيمن.

تختلف ممارسات الطب التقليدي اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، حيث تتأثر بعوامل مثل الثقافة والتاريخ والمواقف الشخصية والفلسفة، ويمكن وصف الجانب القابل للتفسير للطب التقليدي بأنه التطبيق العلمي المبسط والتطبيق المباشر للمواد النباتية أو الحيوانية أو المعدنية لأغراض الشفاء والتي يمكن التحقيق فيها وترشيدها وشرحها علميًا، حيث يشمل الطب التقليدي على مجموعة متنوعة من الممارسات والنهج والمعارف والمعتقدات الصحية التي تتضمن على الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، والعلاجات الروحية، والتقنيات اليدوية، والتمارين المختلفة التي تهدف إلى الحفاظ على الرفاه من خلال تشخيص الأمراض وتقديم العلاج.

التعرف على الطب التقليدي الإيراني

الطب التقلیدی الإیرانی نوع من الطب التقلیدی و الطب البدیل الذی یکون علی أساس مزاجات الأربعة التي هي السوداء، الصفراء، الدم و البلغم. الطب التقليدي الإیراني یکون له طرق خاصة للتشخيص و العلاج و من المشهور أن الطب التقليدي الإیراني له ۶ أصول وأسرار التي ترتبط بنمط الحياة و المعيشة و هذه الأصول الستة عبارة عن:

  1. المناخ
  2. أطعمة و أشربة
  3. النوم واليقظة
  4. النشاط والرياضة
  5. تطهير الجسم من السموم
  6. مراقبة النفس و الروح

تاریخ الطب التقليدي الإيراني

يعود تاريخ الطب التقليدي ودراسة الأعشاب في السجلات المكتوبة إلى ما قبل 5000 عام إلى السومريين القدماء الذين وصفوا استخدامات طبية ناجحة للنباتات. بالإضافة إلى أنه معروف عن الطب المصري القديم الذي يعود إلى عام 1000 قبل الميلاد استخدامة لأنواع متعددة من الأعشاب في الطب.

وصف المعالجون بالأعشاب من قدماء الهنود العديد من الأعشاب والمعادن المستخدمة في الأيورفيدا، منهم تشاركا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.

وأما في إيران تطور علم الطب التقليدي الإيراني في العهد القديم تطوراً مميزاً متأثراً بالمدارس الطبية الأخرى السومرية والمصرية ومؤثراً بها؛ وترجع هذه المدرسة إلى 3000 ألف عام قبل الميلاد وأشهر روادها ابن سينا، وابوبكر الرازي، و ابن علي الصادق نيشابوري، وآخرون ممن ألفوا أمهات الكتب في علم الطب.

کتب الطب التقليدي

لو نراجع إلى أقدم ما بقي من آثار وكتب نجد كتابا بالصينية والرومانية و اللاتينية وأهم هذه الكتب هو كتاب القانون الإيراني.

ابن سيناء وكتاب القانون:

كتاب القانون في الطب لابن سينا والتي كانت بمثابة دستور أدوية مبكر وقدمت أسلوب التجارب السريرية. تُرجم كتاب القانون؛ حيث تمت ترجمته إلى اللغة اللاتينية وظل مرجعًا طبيًا في أوروبا حتى القرن السابع عشر. هذا بالإضافة إلى أن النظام اليوناني في الطب التقليدي يستند أيضًا إلى كتاب القانون.

 

يمكن أن نرى في الطب التقليدي الإيراني سنة وتقليد يحافظ علية الشعب الإيراني برغم التطور في علوم الطب الحديثة، ثقافة تبدأ في المنازل والمساجد ولاينكرها حتى أهل العلم، بل يسعى القائمون على هذا المجال لتطويره ونقله خبراته إلى الدول الأخرى بهدف تبادل المعلومات وتحقيق رخاء أفضل للبشرية.

فيحظى هذا المجال على تشجيع حكومي في قطاع زراعة الأعشاب الطبية وتصديرها إلى جانب ترويج هذه الثقافة عبر وسائل الإعلام المختلفة في محاولة لدعم الاقتصاد المقاوم إلى جانب الحفاظ على الموروث الفكري.

 

إيران الخامسة عالميا في إنتاج الطب التقليدي والأعشاب الطبية

احتلت إيران المرتبة الخامسة في العالم في مجال إنتاج علوم الطب التقليدي والأعشاب الطبية لفترة 2011-2018، وفقا لتقرير مجلة اثنوفارماکولوجي Ethnopharmacology.

واستنادا إلى التقرير التحليلي الناتج عن التعاون الدولي للباحثين من الصين وبريطانيا والبرتغال وبلغاريا وألمانيا وبولندا والنمسا، ووفقًا لموقع شبكة العلوم (ISI)، تعد إيران إحدى الدول المشاركة في نشر مقالات في مجال علم الأدوية الأصلية والطب التقليدي والأعشاب الطبية بين عامي 2011 و 2018، وحصولها على المرتبة الخامسة من خلال نشر 2439 مقالة بما يعدل نسبة 6.3 في المئة من المقالات المنشورة خلال هذه الفترة.

تجدر الاشارة الى انه وفقا لهذا التقرير، فإن أربعة من أفضل 10 مقالات استشهد بها في العالم في مجال التجارب السريرية في مجال الطب التقليدي والأعشاب الطبية كانت متعلقة أيضًا بالباحثين الإيرانيين، وتعد جامعة طهران للعلوم الطبية والجامعة الإسلامية الحرة (آزاد) من بين أفضل خمسة مؤسسات تعليمية وبحثية في العالم من حيث عدد المقالات المنشورة في مجال الطب التقليدي والأعشاب الطبية والمنتجات الطبيعية في هذه الفترة.

أدواة العلاج المتبعة في الطب الاسلامي هي الأدوية العلاجية و السلوك العلاجي و الادعية العلاجية

يختلف الطب الاسلامي عن الطب الشعبي في مراجعه المعتمدة بشكل أساسي، فإلى جانب الموروث الانساني القديم يعتمد الطب الاسلامي على القرآن المجيد والكتب السماوية وسير الأنبياء والائمة وأحاديثهم. 

ويقوم الطب الاسلامي على أربعة أصول أولها الوقاية ثم الانضباط ثم العلاج ثم الشفاء. أما أركانه فهي خمسة: طهارة الجسم وطهارة المعدة وطهارة الدم والطهارة الجنسية والطهارة الروحية. وأدواة العلاج المتبعة في الطب الاسلامي هي الأدوية العلاجية و السلوك العلاجي و الادعية العلاجية.